ماذا يحصل في وسط النازحين السوريين في طرابلس وشمال لبنان ؟ وهل وصلت مأساتهم الى بيع الاعضاء البشرية وبيع الاطفال؟
من يتاجر بالنازح السوري ومن يرعى الاتجار بالبشر!؟..
لا تخلو منطقة في شمال لبنان من تجمع لنازحين سوريين ويكاد ان يوازي عدد النازحين السوريين في الشمال عدد السكان الاصليين. هؤلاء منذ نزوحهم الى لبنان وهم يتعرضون لشتى انواع الابتزاز والمساومات والاستغلال.
بعض من النازحين لا ناقة له ولا جمل في الازمة السورية سوى انهم هربوا من اتون حرب طاحنة نتيجة المؤامرة الدولية الكبرى على سورية التي تستهدف الحجر والبشر وتستهدف حضارة عمرها من عمر التاريخ الجلي. وبعضهم الاخر لجأ الى لبنان نتيجة تورطهم في احداث امنية في بلادهم بعد سقوط بؤرهم الامنية في مناطق عادت الى حضن الدولة السورية.
تفاقمت معاناة السوريين في طرابلس وكثير من البلدات الشمالية في عكار والضنية والمنية وزغرتا والكورة، وهذه المعاناة اتخذت اوجها مختلفة لا سيما بعد تخفيض المساعدات الدولية والمحلية وبعض هذه المساعدات ألغيت. ومنها الامتناع عن تسديد اجور المنازل عدا عن انحسار المساعدات الغذائية والمالية التي كانت تغدق على النازحين من كل صوب وحدب عبر جمعيات ومؤسسات محلية وعربية.
فقد ساد وسط النازحين الكثير من الامتعاض والاستنكار وسيل من الاتهامات نحو جمعيات انشئت خصيصا لمساعدة النازحين فاذا بهذه الجمعيات تسطو على الاموال التي لم يصل منها الا النذر القليل.
انحسار هذه المساعدات وخاصة المساعدات الصحية والاجتماعية رفعت من مستوى المعاناة بما دفع بعض العائلات المحتاجة الى عرض اطفالهم للبيع في ابشع ظاهرة بدأت تطفو على السطح نتيجة للمأساة التي بلغها النازحون جراء تخلي المنظمات العالمية والجمعيات المحلية عنهم، لا سيما المؤسسات التابعة للدول الكبرى التي شاركت في المؤامرة على سوريا الدولة والشعب.
اكثر من حالة بيع لاطفال سجلت في مدينة طرابلس قام بها وسطاء سوريون يتبوأون مناصب في التنسيقيات السورية. حيث يجري العرض والطلب بين هؤلاء الوسطاء وعائلات اجنبية، ولم تجد عائلات سورية نازحة من مخرج لازمتهم الانسانية وحالة الجوع التي وصلوا اليها الا بيع اطفالهم للخروج من مصيرهم المحتوم.
كما تفشى حالة اخرى هي الاخطر وهي بيع الكلي بمبلغ وصلت قيمته الى 25 الف دولار وذلك عبر وسطاء نتيجة اليأس الذي وصله البعض من النازحين ولعل هذا المبلغ ينقذهم من فقر وجوع.
اين هي الحكومة اللبنانية والمؤسسات الانسانية من هذه القضية الخطيرة وكيف تواجه هذه الحالات على الارض اللبنانية، حيث يتعرض الانسان للاعتداء «الداعشي» لا يقل بخطورته عن مجازر داعش في الداخل السوري.
عدد من النازحين السوريين حملوا المسؤولية للدول الكبرى والمؤسسات المانحة، للذين ورطوا الشعب السوري وتخلوا عنه ليواجه مصير التشرد والجوع والذل.
مخيمات النازحين في عكار والضنية والمنية كما تجمعات السوريين في طرابلس هي عبارة عن مشاهد تدمي القلوب ولطالما التقينا بنازحين يتوقون الى سورية قبل 2011، يوم كان السوري مصان بكرامته وعيشه. احدهم قال «غرر بنا كنا في سوريا طبابة مجانية وتعليم مجاني وكهرباء على مدار اربع وعشرين ساعة ومياه نظيفة ومواد استهلاكية وغذائية رخيصة، اجمل الطرقات والشوارع والمنتزهات والحدائق، ماذا يريد الانسان اكثر من ذلك فاذا بنا اليوم نغرق في وحول ومستنقعات الخيم يحيط بنا الذل من كل مكان واجبرونا على ان نقف طوابير نشحذ الرغيف على اعتاب الجمعيات والمؤسسات التي تتاجر بنا وبكرامتنا حتى وصل الامر بالبعض ليجلب شيوخاً خليجيين لشراء بناتنا. وها هو اليوم من يبيع كليته من اجل قوت عياله وللاسف هناك سوريون اثروا على حساب جوع عائلات اخرى. وهناك من تاجر بنا ويتاجر بنا حتى الان. كل ذلك على مرأى ومسمع امم الارض قاطبة. فهل من سميع مجيب؟»…
جهاد نافع – الديار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق