من جديد يَمثل أمراء (المهلكة العربية المسعدنة) ، التي قال فيها الكاتب الشهيد ناصر السعيد يوماً ، إنها بلاد مسروقة من أهلها ، امام محاكمة ذاتية ، من داخل أسوار العائلة المالكة ، والتي تجرأت للقيام بها أميرة سعودية ، فضحت جرائم الأمراء ، وارتكاباتهم ، وموبقاتهم ،في كتاب أوعزت بكتابته لكاتبة امريكية ، و قامت بتزويدها بالمعلومات، والوقائع ، والأرقام الحقيقية ، التي اطلعت عليها تلك الأميرة ، بحكم قربها من الدائرة الصغيرة في العائلة الحاكمة ، فضائح تكشف أستار آل سعود ، وتبيّن ما وراء جدرانهم السميكة ، من مشاهد يندى لها جبين الزمان ، ولا قدرة لعاقل على مجرد احتمال التفكير فيها .
الحرام وهو عنوان الكتاب ، الذي جاء بتوقيع الكاتبة الأمريكية جين سيسون ، جاء مليئاً بالمشاهد الصارخة ، والمواقف المقززة ، والارتكابات الفظيعة ، وما جرى ويجري ،يتم تنفيذه تحت عنوان مخاتل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
مجتمع ذكوري لا يعترف بأبسط حقوق المرأة :
تروي الكاتبة على لسان الأميرة السعودية (سلطانة) بأنها ومنذ نعومة أظفارها نشأت غريبة في مجتمع ذكوري ، لا يعترف للمرأة إلا بحق الولادة ، والزواج ، والإنجاب ، ضمن دستة حريم الرجل ، اللواتي يبدلهن ، حسب أهوائه ورغباته ، حيث يجري تزويج الفتاة السعودية ، وكأنها سلعة تباع وتشترى ، في سوق المصالح ، والأهواء الفردية ، ما جعلها تعيش الأمرّين من البقاء تحت وصاية هذا الوحش المتسلط ، أو الهروب منه إلى حياة سرية ، تمارس فيها بعض أهوائها، وتعبر عن مشاعرها ، بعيدا عن الأعين ، ولكن الويل ثم الويل من الوقوع في براثن الوشاة فعندها الرجم ، وقطع الرؤوس ، أو الحبس إلى ما لا نهاية .
أمراء شاذون لا هم لهم غير الجنس والمخدرات :
تروي سلطانة كيف قامت بكشف تصرفات شقيقها الاكبر (علي) الذي كان يمارس الفواحش في ظل سلطة أبيه المطلقة ، وكيف اكتشفت في غرفته أفلاماً خلاعية وصوراً مقززة ، عدا عن زجاجات الخمر ، وحبوب المخدرات ، التي يحصل عليها الأمير الصغير من أصدقائه وشركائه في جلسات المجون ، وكيف قامت هذه الاميرة المصدومة بإيصال هذه الأسرار ، لتقع تحت يد المطاوعية في هيئة الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف ، ليقف هؤلاء عند أسوار القصر الأميري ، فلا يستطيعون شيئا أمام حماية الملك لأفراد العائلة المالكة ، ومسارعته للتغطية على ارتكاباتهم ، ليعود هؤلاء المطاوعون لممارسة سلطتهم المطلقة على رقاب الشعب ، ولأبسط الأسباب وأتفهها .
سياحة جنسية في مصر وماليزيا ولندن :
تروي الأميرة كيف كان أباها يصطحب ابنه في رحلاته المتكررة إلى دول عربية وأخرى آسيوية وحتى أوروبية لممارسة ما يحلو لهم ، وكيف انها اكتشفت أن الأمير الصغير وبمساعدة بعض أصدقائه، كان يشتري فتيات صغيرات ، لا يتجاوزن العاشرة من عمرهن ، وبمعرفة ذويهم الفقراء ، فيستغل حاجة الأهل للمال ، ويمارس كل أنواع الفجور ، و ذلك تحت أسماع الأمراء الكبار ، فيما الأميرات ممنوعات من الاختلاط بالذكور ، وإذا حصل فالويل لمن سولت لها نفسها ، في مواعدة شاب ، أو لقاء عشيق ، فالأميرة عندها تحبس، أوتحجز ، أو تزوج لمن يقفل عليها بالمفتاح ، والعشيق تعيس الحظ ، يرجم تحت أنظار وسمع عامة الناس في الميادين والساحات العامة .
أموال النفط تذهب إلى الجيوب الأميرية فيما الشعب محروم من أبسط حقوقه :
تروي سلطانة في بعض أجزاء الكتاب كيف أن أموال النفط وبعد أن غمرت خيراتها البلاد دون العباد تذهب إلى فئة قليلة من التجار والشيوخ المتحالفين مع العائلة المالكة ، التي تصرف دون حساب على شراء ما لذ وطاب ، وعلى ما لمع وارتفع ، في سماء الشهوات ، وكيف ان كل أمير يمتلك أسطولا من السيارات والطائرات الخاصة ، والقصور المتناثرة في أرجاء العالم ، فيما الشعب السعودي يعيش حد الكفاف ، إلا قلة قليلة تعمل لدى الأمراء وتستفيد من فتات الموائد ، حالها حال عشرات الموظفين الأجانب ، الذين يؤمون المملكة للعمل كأجراء لدى من لا يعرفون الأرقام الحقيقية التي يملكونها ، فيتبارون في التفنن بصرف الأموال ، وشراء الغالي والنفيس ، وارسال الطائرات إلى أصقاع العالم ، لإحضار المطربات ، والفرق الموسيقية التي تعزف للأمراء في حفلاتهم التي تشبه قصص ألف ليلة وليلة .
الخادمات في السعودية ملك للرجل يفعل بهن ما يشاء :
لعل أكثر فصول الكتاب إثارة ذلك الجزء المتعلق بالمتاجرة بالفتيات الاسيويات ، تحت اسم العمل في خدمة الأمراء ، وعامة الناس ، وكيف أن الخادمة مملوكة لسيدها يفعل بها ما يشاء ، برغبتها ورغما عنها ، وإلا فإنها ترحل ، أو تحبس ، كحال إحدى الفتيات الآسيويات ، والتي ذهبت للعمل كممرضة في السعودية ، لتكتشف بأنها استحالت أسيرة في حكم رجل متوحش ، اغتصبها مرات كثيرة ، وأوعز لأبنائه باغتصابها ، وعندما حاولت الهرب عن طريق سلطانة ، ثارت ثائرة الأمير ، وحاول بشتى الوسائل ملاحقتها لقتلها لكنها نجت أكثر من مرة من الموت بأعجوبة لتروي قصتها التي كتبت بأحرف حمراء قانية .
فضح هشاشة نظام الحكم في السعودية :
خلال غزو صدام حسين للكويت ، وبعد تهديده بغزو الممكلة ، أصابت المجتمع السعودي حالة من الهلع ، كان من أثرها قيام عشرات الأمراء ، وأفراد العائلة المالكة بالهرب من المملكة ، إلى القصور الفارهة في عواصم أوروبا ، عندها تبين للسعوديين كم أن نظام الحكم عندهم ضعيف ، وأن الجيوش الجرارة التي يتشدق حكام آل سعود بأنها للدفاع عن المملكة ، ليست إلا جيشا من الورق ، أن الأسلحة التي تبرم صفقاتها بعشرات مليارات الدولارات لاتساوي شيئا أمام جبن العائلة الحاكمة ، التي انغمست في لذائذ الحياة ، ولم تعد تستطيع الوقوف على أقدامها التي اصطكت من الرعب ، فكيف بالدفاع عن المملكة ، و تروي الأميرة كيف استعان آل سعود بالجيوش الأمريكية ، التي وصلت إلى أراضي المملكة تحت يافطة حمايتها ،من صدام حسين ، ليتفاجأ الجميع بأن نصف القوات الأمريكية هي من المجندات ، وكيف أن ذلك ولّد ردة فعل عند نساء المملكة ، فقمن بمظاهرة صغيرة في العاصمة الرياض ، للمطالبة بحقهن في قيادة السيارة ، دون الحاجة إلى سائق أو ولي أمر ، ولكن المشاركات في هذه المظاهرة الصغيرة ، تعرضن للملاحقة والأذى من عائلاتهن ، ومن المجتمع الذي يغط في نوم عميق ، سيستيقظ منه ولو بعد حين …
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق