عدّ الخبير الأمني بالجماعات المسلّحة هشام الهاشمي منطقة "البعاج" الواقعة غربي مدينة الموصل، بمثابة عاصمة "داعش" السرية، معللا ذلك بالوجود المكثف للقيادات الإرهابية فيها منذ 2003، فضلا عن كونها أشبه ما تكون بـ"محمية عسكرية" محاطة ببؤر صعبة من الجانبين العراقي والسوري.
وأشار الهاشمي، عبر تدوينة نشرها على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إلى أن "داعش استحدثت عناوين جديدة لتنظيماتها الإدارية، حيث دمجت مدن البوكمال والهجين والقائم ضمن ولاية أسمتها ولاية الفرات، مثلما أعلنت عن استحداث ولاية الجزيرة في مناطق سنجار وزمار وتلعفر وتل عبطة والحمدانية والقيروان والشمال والعياضية والبعاج"، موضحا أن "التقسيمات الجديدة أوجدتها داعش كاستراتيجية مدن بديلة بعد الهزيمة، لا سيما ان مدن غرب العراق وشرق سورية، هي مدن حدودية لم تهزم من قبل، وتتواجد في بعضها الجماعات التكفيرية منذ ٢٠٠٣، وتتواجد فيها عصابات تهريب، وبعض مناطقها زراعية غنية بزراعة الحبوب والحنطة وحتى مخدرات القنب الهندي".
وبيّن خبير الجماعات المسلّحة، في التدوينة أن "أراضي هذه المناطق هي أراضي صحراوية شاسعة، وفيها شقوق أرضية كثيرة تصلح كمخازن عسكرية ولوجستية، وتصلح معسكرات تدريب، وهي متداخلة عشائريا مع مدن الحد السوري الشرقي، وبينهم مشتركات تجارية واقتصادية كبيرة".
وكشف الهاشمي أن "معظم من قتل من قادة داعش البارزين تم استهدافه في هذه المنطقة، والعدناني أعلن الخلافة من على أرض هذه المنطقة، والبغدادي كل المؤشرات والتقارير تؤشر على تواجده في مدن هذه المنطقة، حتى بالإمكان اعتبارها عاصمة داعش، يتواجد فيها القادة، وهي محمية عسكرية بالبؤر الصعبة من الجانب السوري دير الزُّور والبوكمال والهجين ومن الجانب العراقي القائم وصحراء القيروان وجزيرة الثرثار وبادية البعاج، بالإضافة الى كونها ممرا لكل عمليات التنقل العسكرية والتجارية".
يذكر أن مدينة البعاج هي إحدى المدن التابعة إلى محافظة نينوى شمال العراق، وتقع إلى الغرب من الموصل جنوبي جبل سنجار على الحدود العراقية السورية، وتقابلها من الجانب السوري محافظة الحسكة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق