الشعب التونسي ، ولئن يمكن للروايات التاريخية أن تتضارب فإن علم الموروث الجيني هو علم صحيح لا يقبل الدحض تقريبا.و قد يتضمن أصول الشعب التونسي مفاجأة للبعض لكنه يحمل أيضا بعض الإجابات عن الحضارات التي مرت بهذا الوطن.
العنصر البربري
أول رقم هوّ 53 % من الشعب التونسي بربر و رغم أن هذا الأمر متوقع فإن غالبية البربر ينحدرون من المغرب الأقصي بنسبة 49،7% ، أما نسبة البربر المنحدرين من الجزائر فالنسبة لا تتجاوز 3.2% في حين أن الشائع هو أغلبية البربر منحدرون من الجزائر.و هذا يعني أن نصف مكون الشعب التونسي تقريبا ينحدر من أصول مغربية بربرية و في قراءة معمقة في بربر المغرب أي نصف مكون الشعب التونسي ذو أصول أوروبية عالية (37%) أي أكثر من الثلث.
العنصر العربي
الرقم الثاني الذي وجب أخذه بعين الإعتبار ، هو العنصر العربي والذي يبلغ 13،8 من مكونات المجتمع التونسي وهو ما يدحض عدة نظريات التي تتحدث عن أهمية العنصر العربي لدي التونسيين والتي تترواوح بين تونسي من سبعة و تونسي من ثمانية فقط له أصول عربية.و تفصيلا 10% من التونسيين ينحدرون من الجزيرة العربية ، أما نسبة البدو فهي 2،9 % من التونسيين ويمكن الإستخلاص أن فخوذ بنو هلال من رياح و زغبة و ماجر لا تتجاوز 3% و هو دحض للمقولة الشهيرة التونسيين نصفهم بربر و نصفهم بنو هلال.و أخيرا 0.9 من التونسيين ينحدرون من الشام ويمكن إلحاقه بالعنصر العربي نسبة للمستعربة.
العنصر الأوروبي
يكون العنصر الأوروبي في الجينات التونسية نسبة2 ،25% أي أن تونسي علي أربعة يرجع للأصول الأوروبية وهي نسبة مرتفعة مقارنة بالرأي السائد و يعني ذلك أيضا أن نسبة الجينات الأوروبية عند التونسيين هو ضعف الجينات العربية تقريبا وهو أمر صعب التصديق لولا قطعية علم الجينات ، ولو أضفنا إلي هذا الرقم أن 37% من البربر ذو تكوين جيني أوروبي فإن نسبة الأصول الأوروبية لدي التونسيين ترتفع إلي 43.5 % وهو ما لم يكن يتصوره أحد.و تنقسم الأصول الجينية الأوروبية لدي التونسيين إلي فرعين كبيرين ، فرع قديم الوفود و فرع حديث الوفود إلي بلادنا
الفرع الروماني
الإكتشاف الأهم و الغير متوقع هو إرتفاع الأصول الرومانية لدي التونسيين والتي تبلغ 12.9% وهي ما تعادل تقريبا نسبة الأصول العربية و هي متساوية بين جنوب إيطاليا 5،9% و شمالها 7%.
الفرع التركي
المعلوم أن الدولة العثمانية لم تستعمل إدارة الإيالة التونسية العنصر التركي السلجقي بل كانت تستعمل العنصر الأوروبي سواء كانو مماليك أو في الجيش الإنكشاري.و تبلغ نسبة العنصر التركي 12% من مجموع التونسيين و هاته الهجرة حديثة نسبيا بدأت منذ القرن السادس عشر و إستمرت إلي أواخر القرن التاسع عشر وهذا ما يفسر أن العديد من التونسيين يدركون أصولهم التركية، لكنهم يجهلون غالبا إلي أي فرع ينحدرون و أهم نسبة ترجع إلي القبارصة الذين يمثلون نسبة 5.9% من التونسيين تليها اليونان حيث يبلغ التونسيين من أصول يونانية نسبة 3،5% ( المعروف مثلا أن حسين بن علي مؤسس الدولة الحسينية ينحدر من جزيرة الكريت اليونانية) و أخيرا الأرمن بنسبة 2،6%.و قد تكون نسبة من هذا العدد لم تفد إلي بلادنا خلال الحكم العثماني بعهديه المرادي و الحسيني بل تعود إلي العصر البيزنطي لكن و إن يثبت علم الجينات الأصول فإنه تاريخيا من الصعب معرفة الحقبة التي وفد فيها هؤلاء و لو أن البيزنطيين حكمو البلاد دون موجة هجرة هامة خلافا للحكم العثماني.
الفرع الإسباني
من المفارقات أن الجينات الإسبانية لدي التونسيين هي جينات ضعيفة لا تتجاوز 0،3%، رغم أن الكثير من التونسيين يصرّحون بأن أصولهم أندلسية ، ويرجع ذلك أن الأندلسيين مكونين أيضا من العنصر العربي والعنصر البربر
العنصر الزنجي
من أهم مكونات التونسيين العنصر الزنجي والذي يبلغ 7،6% و لا يعني هذا الرقم أن 7،6 من التونسيين سود البشرة فسكان بعض المدن بالجنوب التونسي سمر يميلون للبياض لكن جينيا يعودون إلي العنصر الزنجي الإفريقي.ومعظم العنصر الزنجي في تونس من إفريقيا الغربية تقريبا جنوب نيجيريا حاليا بنسبة 5،3%، مع وجود نسبة 0،8 من عنصر الپيقمي، و1% من أصول تعود حاليا إلي مناطق بين السينغال و مالي و 0،5% من الحبشة.
قبل الختام وجب الوقوف علي العنصرين الأخيرين ورغم ضعفهما فلهما دلالات ربما تكون كبيرة أولا 0،1% من التونسيين يرجع أصولهم إلي شرق آسيا و قد يرجعون إلي دولة بنوخراسان التي حكمت مدينة تونس بين القرنين الحادي عشر والثاني عشر للميلاد.والعنصر الأخير والأهم هم نسبة المنحدرين من اللبنانين الأصليين والتي تبلغ 0،4% من التونسيين وهي حتما تعود للفينيقيين الذين أسسو قرطاج والتي تقل حسابيا بقليل عن 50 ألف تونسي من أصل فينيقي ، والمعروف أن عدد الناجين من محرقة قرطاج من النساء والأطفال هو 50 ألف لكن هؤلاء الناجين القرطاجنيين لا ينحدرون كلهم من صور عليسة، لذلك يبدو العدد منطقيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق