يحتفل العشاق بمشاعرهم، دون أن يعلم معظمهم كيف تكوَّنت هذه المشاعر، وكيف حصل الانجذاب، والتعلق بين الحبيبين.
تقول المتخصصة في علم الإنسان الحيوي بمعهد كينسي بنيويورك، هيلين فيشر، “هناك ثلاثة هرمونات تتدفق إلى الدماغ عندما نقع في الحب، كل واحدٍ منها مرتبط بجانب معين، فالتستسترون مرتبط بالرغبة الجنسية، والدوبامين بالحب الرومانسي، والاوكسيتوسين يفرز إذا توطدت العلاقة أكثر، ولا يشترط أن تفرز هذه الهرمونات في هذه الحالات فقط، لكن التعلق بين الطرفين سواء أتى قبل أو بعد الوصول لرغبة تجاه شخص ما يأخذ وقتاً طويلاً”.
في حين تقول أستاذة علم النفس في جامعة جورجتاون بالولايات المتحدة، ابيغايل مارش، “إن الهرمون الأساسي المسؤول عن الحب هو الاوكسيتوسين والمرتبط بهرمون فازوبرسين”.
هذه الهرمونات تعمل في أدمغتنا لتشعرنا بالسعادة والراحة. فعلى سبيل المثال، فإن الحيوانات أحادية الأزواج مثل فئران الحقل تفرز نسباً كبيرة من الاوكسيتوسين والدوبامين عند الالتقاء بشريكها، فإفراز الدوبامين يعتبر كمكافأة للشريكين، ويتشابه هذا الأمر مع البشر إلى درجة كبيرة.
ما هي تأثيرات هرمونات الحب؟
يتسبب هرمون الدوبامين في أن يرى الناس من يحبونهم على أنهم كاملون واستثنائيون، كما يؤدي إلى مشاعر إيجابية وسلبية مكثفة، مثل التملك الجنسي، والقلق من الانفصال ومستويات عالية من الطاقة.
كما كشفت دراسة حديثة أن هناك علاقة بين الشعور بالحب وبين السيروتونين، وهو أحد الناقلات العصبية وتلعب هذه المادة دوراً مهماً في تنظيم مزاج الإنسان والرغبة الجنسية، ويطلق عليه أيضاً هرمون السعادة، ويتسبب قلة هذا الهرمون في الإصابة بالاكتئاب، في حين أن إفراز نسب عالية منه تحقق السعادة والشعور بالراحة والذي لا يتأتى إلا من خلال علاقة حب رومانسية.
الانترنت والحب
في عصرنا الحالي، فإن هناك علاقة ما بين 4 علاقات، تتكون عبر الانترنت، حيث نستطيع تكوين فكرة عن الشخص قبل مقابلته، مما أحدث تقدماً هائلاً في عملية الانجذاب وصولاً إلى الاتصال بين الطرفين.
تقول المتخصصة في العلاقات، كايت تايلور، “إن المواعدة عن طريق الانترنت تعتمد في المقام الأول على الكلمات والصور، لذا فإنها تطور عملية الانجذاب والاتصال بين الطرفين على أساس عوامل كالاهتمامات المشتركة، حس الدعابة والذكاء”.
وتختم تايلور، “أما عندما تنتقل علاقة الحب إلى الواقع، فإن هناك عوامل معقدة تظهر كالرائحة والفرمونات والهرمونات، ما يجعل الغموض يكتنف هذه العلاقة ويجعلها أبعد بكثير من مجرد عملية بدائية”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق