تفاصيل مثيرة وخطيرة حول تورط جهاز الامن الموازي في مقتل الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي وإخفاء كمال القضقاضي ومجموعته وتهريب الإرهابي «أبو بكر الحكيم» تنشرها «الشروق» وفق شهادات سرية لعدد من أعوان وضباط وزارة الداخلية.
أمنيــون متهمــون بإخفاء القضقاضــي وتهريب «الحكيـــم»
تونس ـ (الشروق)
تمسك الاطار الامني كريم العبيدي ببراءته وعدم تورطه في جهاز الامن الموازي في جميع محاضر استنطاقه وعدم تورطه مع المجموعات الارهابية لكن تصريحات الشهود اكدت تورطه في اخفاء كمال القضقاضي ومن معه وتهريب ابوبكر الحكيم.
اكد الاطار الامني الموقوف عبد الكريم العبيدي خلال محضر استنطاقه الاخير انه خلال إشرافه على فرقة حماية الطائرات لم يقم بتمكين اي طرف اجنبي من دخول مقر الفرقة اومكتبه وبخصوص المدعو مراد الطرابلسي نفى دخوله المقر متمسكا بعدم امتلاكه سيارة نوع بيجو 406 مهما كان لونها مضيفا انه منذ سنة 1995 امتلك منزلا بجهة رواد وأقام فيه الى حدود 2005 وانه كلف شخصا بالقيام باعمال صيانة بالمنزل وقد تحول نفس الشخص الى المنزل بمناسبة المواجهات التي عرفتها منطقة رواد في فيفري 2014 وأدت إلى مقتل القضقاضي ومن معه مؤكدا انه في الاثناء اتصل به زميله واعلمه بوجود تبادل اطلاق نار فتحول الى هناك واتصل بنفس الشخص واستفسره عن الوضع فاكد له وجود تبادل اطلاق نار فطلب منه مساعدة اعوان الامن وتمكينهم من استغلال المنزل في صورة حاجتهم مضيفا انه التقى بزميله وبقي هناك بعض الوقت وقد علم في الاثناء بإيقاف نفرين.
الأمن الموازي
وبسماع الشاهد السري في القضية الذي سبق له العمل في الشرطة العدلية بمحافظة المطار تونس قرطاج أفاد أنه كان يشاهد شخصا غريبا عادة ما يكون متواجدا بالمكان المخصص للحجابة وهو يدعى مراد الطرابلسي وهو من المنتمين الى حركة النهضة وكان يسمح له بالولوج الى الأماكن المحجرة اضافة الى ان ذلك الشخص شاهده في صورة اثناء عملية استقبال يوسف القرضاوي بمناسبة حلوله في تونس وكان مراد يظهر بجانب المدعو العبيدي مضيفا انه عند سفر هذا الاخير للحج كان المدعو مراد يستعمل فرقة رئيس حماية الطائرات مؤكدا ان السيارة نوع 406 تابعة للمدعو عبد الكريم العبيدي.
اما الشاهد الثاني (سري) وهو يعمل بسلك الامن الوطني وقد سبق له العمل بالمطار أكد انه تم التفطن الى ان عبد الكريم شرع في الترويج لتكوين فريق خاص صلب فرقة حماية الطائرات متجاهلا بذلك الفرق الموجودة بالمحافظة على غرار العدلية والارشاد وقد تم ابعاده لمعارضته للفكرة وقد قام العبيدي بادخال تغييرات على مستوى هيكلة الفرقة وذلك باحداث فريق خاص وانشاء مكتب دراسات وتكوين صلبه وقام بنقلة عديد العناصر من ذوي الخبرة والاستعانة بعناصر تابعة لاسلاك اخرى لا علاقة لها بحماية الطائرات والرحلات الجوية وجلب مديرين يشرف عليهم المدعو حافظ العوني على اساس تكوين المجموعة المكونة للفريق الخاص والمتكونة من عدد 120 عنصرا وهو اجراء مخالف للتراتيب المعمول بها بالوزارة وقد تم تمكين هذه المجموعة من كميات من الذخيرة والاسلحة دون ضابط وحافلة لاستعمالها في التنقلات وفريق اخر يتكون من 20 شخصا على مستوى الادارة العامة للمصالح المختصة.
واضاف نفس الشاهد ان مجموعة المدربين بعد انتهائهم من تدريب الفريق المذكور واصلوا القيام بتدريب أشخاص لا علاقة لهم بالأمن كما انه اثناء تدريب تلك المجموعة تم التفطن الى وجود عناصر أجنبية من سلك الامن كانت بدورها تتلقى تدريبات وهو ما جعل احد المدربين ينسحب فكان قرار العبيدي بنقلته من فرقة حماية الطائرات وتمكين الفريقين من استغلال مركز التكوين المختص بمنوبة لاجراء تدريبات والحال ان المركز غير مؤهل لاجراء التدريبات اضافة الى ان التدريبات تمت بأماكن مختلفة اضافة الى ثكنة النظام العام ببوشوشة ومدرسة قرطاج ومنتزه النحلي والمسلك الصحي بالمنزه حيث شوهد المدعو حافظ العوني يقوم بتدريب عناصر ملتحية وقد شاهد هذه الواقعة اطار امني.
إيواء مجموعة القضقاضي
واكد نفس الشاهد ان الفريق الذي تم تكوينه تم الاعتماد على بعض عناصره في التدخل في بعض المسيرات التي يقع تنظيمها من قبل عناصر سلفية وروابط حماية الثورة بتونس العاصمة وساحة محمد علي وتشييع جنازة الشهيد شكري بلعيد مضيفا انه بلغ الى علمه ان المظنون فيه عبد الكريم العبيدي قام بايواء المدعو كمال القضقاضي واشخاص اخرين من المنتمين الى جماعات ارهابية بمنزله ثم التوسط لدى المدعو«عمر فيراي» ليقوم بتسويغ الطابق الاول من المنزل التابع له لفائدة تلك المجموعة فاستجاب لهذا الطلب وقام بإقناع المدعو عزالدين الذي كان يتسوغ المحل المزمع كراؤه لفائدة تلك المجموعة وقد استجاب عزالدين لطلبه ومكنه عبد الكريم من الاقامة بمنزله مؤقتا في انتظار حصوله على محل آخر يتسوغه.
تهريب أبو بكر الحكيم
وبمزيد التحرير عليه اضاف انه بعد ايداع العبيدي السجن اتصل شخصان على متن سيارة ببعض متساكني جهة رواد وحذروهم من امكانية وقوع عمليات ارهابية بتلك المنطقة مضيفا ان العبيدي سبق له ان مكن المدعو شكري الحوات وهو صهر «الصومالي» من استغلال مركب صيد تابع له مضيفا أن شقيق عبد الكريم العبيدي شوهد وهو يتردد على منزله بجهة رواد وكان يحمل كميات كبيرة من المواد الغذائية ومنذ فيفري انقطع عن التردد عن المنزل مؤكدا انه بلغ الى علمه ان رئيس ادارة شرطة المرور مكن العبيدي من خريطة مرورية والتي تحتوي على اماكن تركيز الدوريات والمسالك الامنية ويبدو حسب شهادته ان العبيدي قام بتمكين المظنون فيه أبو بكر الحكيم من نسخة من تلك المعطيات ليقع استغلالها أثناء تنقل المجموعات الارهابية.
تواطؤ مشبوه
واكد الشاهد الثالث (سري) انه يعمل بادارة مكافحة الارهاب وانه في خصوص المتهم ابوبكر الحكيم فانه في شهر ديسمبر من سنة 2012 اتصل به احد معارف هذا الاخير واعلمه ان «ابوبكر» بحوزته مسدس وقنبلة يدوية وهو متواجد بحي الفل الزهروني فقام بتحرير محضر في الغرض لرئيسه في العمل الا انه لم يقع التحري في الموضوع الا بعد حوالي شهر تقريبا الى جانب رفعه لتقرير اخر بخصوص تواجد الارهابي المذكور بمنزل بحي البرتقال من ولاية منوبة الا انه لم يقع التحري الا بعد اسبوعين واعلمه نفس الشخص ان والدة ابوبكر ستحل بتونس رفقة زوجها وسيستقبلهما ابوبكر الحكيم بالمطار وبإعلامه لرئيسه في العمل فوجئ بتكليف زملائه بمتابعة الموضوع وذلك في جانفي 2013 وحسب مصدر الشاهد فان «ابوبكر» تحول الى المطار وبقي يراقب العملية من بعيد وكان يحمل مسدسا وكان ينوي التدخل باستعمال السلاح بعد ان وقع خلاف بين احد اعوان الامن والشاهد.
واضاف الشاهد انه مكن رئيسه من عدة أرقام يشتبه في استعمالها من طرف الارهابي ابوبكر لتتبعه الا انه لم يقع استغلالها في ملاحقته مضيفا ان نفس المصدر اعلمه أن «ابوبكر» يستعد للقيام بعملية استشهادية وهو ينتظر فض خلافات شقيقته مع زوجها مؤكدا ان مصدره اعلمه انه بعد استشهاد بلعيد والبراهمي طلب منه ابوبكر الحكيم ايجاد محل للتسوغ بجهة رواد وقد اعلم رئيسه في العمل الا انه لم يهتم بالامر.
خديجة يحياوي
عن: الشروق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق