يخرج علينا كل فترة ما يسمى " المارد الجزائري " ليبث في العامة ما يسميه هو معلومات حصرية و تنبؤات بعمليات إرهابية. و الحقيقة أنه أثر في الرأي العام، و مرد ذلك اهتمام الاعلام بخزعبلاته و ما ينشره، لا نعلم إن كان اهتمام الإعلام به بسبب معلوماته، أو بسبب كثرة الشكوك حوله، أو لغاية مجاراة التوجه العام و لو كان من قبيل السخافة.
و المتمعن بما ينشره هذا المارد، بتعقل و روية، سيصل إلى نتيجة، أن لا أهمية اعلامية و لا إخبارية لما يكتبه، هذا فضلا عن ركاكة أسلوبه و أخطائه اللغوية.
فكيف يفعل هذا المارد لجلب الاهتمام ؟
طريقة المارد بسيطة لمن خبر الفايسبوك و آليات عمله و التقنيات الخفية له.
و باختصار فإن المارد ينشر دوريا معلومات عامة تتخللها تحذيرات بوجود مخططات و تفجيرات و اغتيالات، لأجل شحذ اهتمام المتلقي.
و بين هذا التحذير و ذاك، يضع المارد منشزرات أخرى من قبيل الحكم و أقوال المشاهير و المواعظ التي يعج بها الفايسبوك.
إذا، كيف يكتب المارد بدقة عن عمليات حدثت و تكون كتاباته سابقة للحدث بأيام ؟
العملية سهلة جدا
فالفايسبوك يتيح للناشر تغيير محتوى منشوراته في أي وقت، و بالتالي كلما حدث عمل ارهابي لا يكون على المارد سوى تغيير محتوى المنشورات من الصنف الثاني "الحكم و الأقوال" و يعوضها بحيثيات العمل الإرهابي بالتدقيق، و بما أن أصل المنشور سابق للحادث، فإن تاريخه و هو معدل سيكون سابقا كذلك.
و إليكم مثال حي من صفحة المارد على ذلك
لاحظوا الفرق بين المنشور الأصلي الذي هو سابق لحادثة تفجير الحافلة، و كيف غيره بعد أن حدثت العملية.
طبعا المتابعين لما ينشره لن يتفطنوا بتغييره للمنشور بسهولة، حيث أنهم سيركزون على المعلومات التي نشرها، دون أن يعرفوا أنها لاحقة للعمل الإرهابي، حيث أن تاريخ النشر لن يتغير و سيبقى سابقا للحادثة.
نصيحة: لا تصدقوا كل ما ينشره الدجال، فما يفعله هو استخفاف بعقول العامة لا أكثر و لا أقل....
مع تحياتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق